للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكرامته على سائر الأنبياء بذلك الحوض، وبكثرة الواردين عليه، وإنه ليرد عليه أقوام يعرفهم ﷺ فيختلجون دونه ويحال بينهم وبين الورود، فيقول: «أصحابي أصحابي»، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فيقول ﷺ: «سحقًا سحقًا لمن غيَّر بعدي» (١).

نعوذ بالله من التغيير والتبديل والردة عن الإسلام.

يقول الشيخ: «في عرصات القيامة الحوض لنبينا»: عرصات القيامة: مواقفها، وساحاتها.

وذكره للحوض في هذا الموضع يشعر بأنه يختار أن الحوض قبل الصراط، فإن أهل العلم اختلفوا في الحوض هل هو قبل الميزان، أو بعده؟ وهل هو قبل الصراط أو بعده؟ (٢)

والمقصود أن من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بحوض النبي ﷺ، وقد أنكر الحوض بعض طوائف المبتدعة (٣)، ولا حجة لهم في هذا الإنكار إلا الاستبعاد الذي لا سند له إلا قولهم:

كيف يكون الحوض بهذه المساحة؟ وكيف يكون في عرصات القيامة؟

فنقول: الله تعالى على كل شيء قدير.


(١) رواه البخاري (٦٥٨٣ و ٦٥٨٤)، ومسلم (٢٢٩٠ و ٢٢٩١)، من حديث سهل بن سعد وأبي سعيد الخدري ﵃.
(٢) التذكرة ٢/ ٧٠٢، وزاد المعاد ٣/ ٦٨٢، وشرح الطحاوية ١/ ٢٨٢.
(٣) في «الإبانة» للأشعري ص ٨٦: وأنكرت المعتزلة الحوض، وفي «الفتح» ١١/ ٤٦٧: أنكره الخوارج، وبعض المعتزلة.

<<  <   >  >>