للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله وسنة رسوله اتبعوه، خلافًا لأهل البدع كالروافض الذين يرون أنه لا جهاد إلا مع إمامٍ معصوم (١)، والإمامُ المعصوم الذين يدعونه معدوم.

كما أن أهل السنة يحافظون على الجماعات: صلاة الجماعة التي استخف بها كثير من المسلمين، والنصوص من الكتاب والسنة الدالة على وجوبها، وعظيم فضلها كثيرة مشهورة مذكورة (٢).

ويعتقدون معنى قوله : «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا» (٣) أي: يؤمنون بالرابطة الإسلامية، هذه الرابطة التي قد وهنت في نفوس كثير من المسلمين.

وهذه الرابطة تعني: الشعور بآلام وآمال المسلمين «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر».

وجماع هذا قوله سبحانه: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: ١٠] فهذه الأخوة لها حق، وتقتضي المحبة والمواساة، والمشاركة في الآلام والآمال، وإن اختلفت وتباعدت أوطانهم، واختلفت أنسابهم، فلا يجوز الولاء والبراء على أساس الأرض، هذا سعودي، وهذا مصري، وهذا يمني ..


(١) وسائل الشيعة ١١/ ٣٢، ومنهاج السنة ٦/ ١١٨ و ٨/ ٥١٨.
(٢) انظر مثلًا: السنن والأحكام ١/ ٤٢٢، ونيل الأوطار ٣/ ١٣٩، وغيرها من كتب الحديث.
(٣) تقدم تخريجه في [ص ٢٧٤].

<<  <   >  >>