للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

﴿وَلَمْ يُولَد﴾، لا أعلم أن أحدًا من الطوائف الْمُقِرَّة بوجوده سبحانه قال: إنه وُلِد (١)، لكن لمَّا نفى الله الولد عنه؛ اقتضى ذلك - والله أعلم - نفي الولادة عن الله - أي: أن يكون له والد -، فإنه ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد (٣)﴾، فهو: الأول الذي ليس قبله شيء، فلا بداية لوجوده، والمولود مُحْدَث، وهو: جزء من والده والله صمد لا تجزُّؤَ في ذاته، ولم يكن له كفوًا أحد، ليس له نظير، وهذا النفي يتضمَّن نفي الولد، والوالد.

ونفي الكفو يتضمَّن كمال أحديَّته وصمديَّته.

ولما أثبت لنفسه أنه الأحد الصمد أكَّد ذلك بنفي الولد، والوالد، والكفو وهذا نفي متضمِّن لإثبات كماله تعالى.

يقول الشيخ: ودخل فيها «ما وصف الله به نفسه في أعظم آية في كتابه حيث يقول: ﴿﴿اللّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾ الآية، وهذه الآية هي أعظم آيةٍ في كتاب الله»:

كما ثبت عن النبي أنه قال لأُبي بن كعب : «أيُّ آيةٍ في كتاب الله أعظم؟» فقال: آية الكرسي: ﴿اللّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾، فقال: «ليهنك العلم أبا المنذر» (٢).

وأشار الشيخ إلى ما ورد في فضلها، وأن مِنْ فضلها: أنه ما قرأها عبدٌ في ليلةٍ إلَّا لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى


(١) انظر فائدة هذا النفي في: مجموع الفتاوى ٢/ ٤٤٨.
(٢) رواه مسلم (٨١٠).

<<  <   >  >>