جميعًا ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ﴾، وهكذا قوله: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ﴾، كل شيء هالك، وذاهب، وميت: الإنس، والجن، والملائكة؛ الكل ﴿إِلاَّ وَجْهَهُ﴾ ﷾، وتَدُلُّ هاتان الآيتان على إثبات الوجه له تعالى، وتدلُّ على بقائه، فهو ﷾ الباقي الذي لا يفنى كما يفنى غيره، له البقاء والدوام، فهو الأول الذي ليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء، فلا يجوز عليه الفناء، ولا يجوز عليه الموت هو الحي الذي لا يموت، والقوي الذي لا يَضعُف والقدير الذي لا يعجز ﷾.
وليس لقائل أن يقول في قوله: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ﴾ إن الآية إنما تدلُّ على بقاء الوجه، فتحتاج إلى تأويل كما توهَّم هذا بعضهم، فلا يتوهَّم هذا إلا جاهل بدلالات الكلام، فكل عاقل يعرف أساليب الكلام، ولا سيما اللغة العربية يُدرك أن قوله: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ﴾ يدلُّ على بقائه تعالى، وعلى أنَّ له وجهًا، ولا تدلُّ الآية بظاهرها أبدًا على أن البقاء لوجهه فقط، هذا فهم ساذج، وسمج، وساقط.
والتأويل هو: صرف الكلام عن ظاهره إلى معنىً آخر، - أو -: عن احتمال راجح إلى احتمال مرجوح.
فنسأل: هل هاتان الآيتان تحتاجان إلى تأويل؟
بحيث نقول: إن ظاهرهما أن البقاء لوجهه فقط! أعوذ بالله هل هذا ظاهرهما؟