للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أصلهم الباطل: وهو نفي صفات الرب ، فلما أصَّلوا الأصل الباطل لا بد أن يقفوا من هذه النصوص موقفًا يدفعون معارضتها لمذهبهم الباطل فيحرِّفونها.

وهكذا صفة اليدين يؤوِّلونها بالقدرة أو النعمة (١)، وهذه تأويلات تخالف سياق الكلام، وليس لهذه التأويلات أصل من لغة، ولا شرع، ويكون قوله تعالى: ﴿مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾، يعني: بقُدْرَتَيَّ على زعمهم، وهذا يردُّه أن الله تعالى له قدرة، ولا يقال: لله قدرتان. بل قدرة تامَّة لا يعجزها، ولا يستعصي عليها شيءٌ.

ونِعَمُهُ تعالى ليستْ نعمتين، بل نِعمٌ كثيرة لا تُحصَى.

ولو كان معنى قوله تعالى: ﴿مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾، يعني: بقدرَتِيْ لما كان لآدم خصوصية، فآدم كغيره، الكل مخلوق بقدرته .

وهكذا يتأوَّلون العينين بنفس البصر، أو الرؤية عند من يثبتها كالأشاعرة يثبتون البصر، والرؤية؛ لأنها بمعناهما، أو قريبة من معناهما، ولكنهم لا يثبتون العينين له سبحانه، وأمَّا أهل السُّنة فمجمِعون على إثبات هذه الصفات، وقد دلَّ على إثبات هذه الصفات الكتاب، والسُّنة، والإجماع.

قال : ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان (٢٦)[الرحمن].

يخبر أن كل ما على هذه الأرض سيفنى، ويذهب: من نبات، وحيوان، ثم يبعث الله الموتى من قبورهم بعدما يفنيهم


(١) انظر: مختصر الصواعق ٣/ ٩٤٦.

<<  <   >  >>