للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتابع الشيخ ﵀ سوق الشواهد القرآنية على إثبات صفاته ﷾، فيذكر النصوص الدالة على صفة استواء الله على عرشه ﷾، وبيَّن أن ذِكرَ استواء الله على عرشه جاء في هذه المواضع السبعة في كتاب الله.

وقال أهل العلم: العرش: معناه في اللغة: سرير المُلْك، أو سرير المَلِك (١)، والمعنى واحد.

والمراد بالعرش في هذه الآيات عرش الرحمن، وهو سرير مخلوق، وهو أعلى المخلوقات، وأعظمها، ولا يقدُر قدره إلا الله، ولا يحيط العباد بعظمة هذا العرش، وقد وصف الله العرش بأنه: عظيم ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم (٢٦)[النمل]، وكريم ﴿لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيم (١١٦)[المؤمنون]، ومجيد ﴿ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدِ ١٥﴾ [البروج] على قراءة الجر (٢).

وفي هذه الآيات التي ساقها المؤلف أخبر الله فيها عن استوائه على العرش، ومعناه كما جاء ذلك عن السلف (٣): علا، وارتفع، واستقرَّ على العرش.


(١) لسان العرب ٦/ ٣١٣.
(٢) هي قراءة حمزة والكسائي وخلف العاشر. التيسير ص ٢٢١، والنشر ٢/ ٣٣٩.
(٣) قال ابن القيم في «الكافية الشافية» ص ١٢٠:
فَلَهُم عِبَارَاتٌ عَلَيهَا أربَعٌ
قَدْ حُصِّلَت للفَارِسِ الطَّعَّانِ
وَهيَ استَقَرَّ وَقَدْ عَلَا وَكَذَلِكَ ار
تَفَعَ الَّذِي مَا فِيهِ مِنْ نُكرَانِ
وَكَذَاكَ قَدْ صَعِدَ الَّذِي هُوَ رَابعٌ
وانظر: شرح حديث النزول ص ٣٨٩.

<<  <   >  >>