للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالدور ثلاث: دار الدنيا - وهي دار العمل - ودار البرزخ، والدار الآخرة - وهُما دارا جزاء -.

فيجب الإيمان بما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة من: فتنة القبر، وعذابه، ونعيمه، وما يكون بعد ذلك من القيامة الكبرى؛ فإن القيامة قيامتان:

قيامة صغرى: وهي الموت الذي يكون به الانتقال من دار الدنيا إلى دار البرزخ.

وقيامة كبرى: وهي التي أخبر الله تعالى بها في كتابه، وعلى لسان رسوله ، وأجمع عليها المسلمون.

فإنه تعالى يبعث الأموات من قبورهم ﴿﴿وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُور (٧)[الحج]، وفتنة القبر وعذابه ونعيمه: أحوال من أحوال دار البرزخ. ومعنى البرزخ: الحاجز بين الدنيا، والدار الآخرة ﴿وَمِنْ وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون (١٠٠)[المؤمنون]، وهو: ما بين الموت إلى البعث.

وقد دلَّ القرآن، والسنة المتواترة (١) على فتنة القبر وعذابه. والفتنة: الابتلاء، والمراد بفتنة القبر: سؤال الملكين: منكر ونكير للميت «فإن الميت إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه أتاه ملكان فيقعدانه ويسألانه يقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟».


(١) انظر: إثبات عذاب القبر، والروح ص ٩٧، وأهوال القبور ص ٤٣، وقطف الأزهار ص ٢٩٤ رقم (١٠٩).

<<  <   >  >>