للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معنى يختلف عن معنى الفرح، فيجب إثبات ذلك كله، مع نفي التمثيل، ونفي العلم بالكيفية.

وإذا كان العلم بالكيفية مستحيلًا، فلا يجوز التفكر فيه، كالتفكر في كيفية نزول الرب، أو فرحه، أو ضحكه؛ لأنه لا سبيل إلى أن نتعلمها، فلا تفكر ولا تتخيل، بل آمِنْ وأثبت ما أخبر به الرسول ﷺ عن ربه مع نفي التمثيل، ونفي العلم بالكيفية.

وأما الحديث الرابع: فهو حديث قال عنه الشيخ: إنه حديث حسن، رواه الإمام أحمد وغيره، وهو حديث طويل، والشيخ اقتصر على الشاهد، كما اقتصر على الشاهد في الحديث الثاني.

فقوله ﷺ: «عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غِيَرِهِ، ينظر إليكم أزلين قنطين، فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب» (١).

الشاهد منه في هذا المقام: «فيظل يضحك» وفيه دلالة على إثبات صفة العَجَب والضحك والنظر، لكن صفة العَجَب والنظر ثابتتان في القرآن وقد تقدم الكلام على النظر (٢)، والعَجَب لم يمر في الشواهد التي ساقها المؤلف لكنه ثابت.

ومن الأدلة القرآنية على إثبات العَجَب قوله تعالى: ﴿بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ ١٢﴾ [الصافات] في قراءة صحيحة سبعية (٣)، فالضمير في


(١) تقدم تخريجه في [ص ١٥٤].
(٢) [ص ١٠٥].
(٣) هي قراءة حمزة، والكسائي، وخلف العاشر. التيسير ص ١٨٦، وسراج القارئ ص ٣٣٤، والنشر ٢/ ٣٥٦.

<<  <   >  >>