فالإيمان بالله يشمل الإيمان بربوبيته، وإلهيته، وأسمائه وصفاته على سبيل الإجمال.
الأصل الثاني: الإيمان بالملائكة: كما أخبر الله عنهم في كتابه، أنهم مخلوقون موجودون، عباد مكرَّمون، خيار اختارهم الله، واصطفاهم، وفضَّلهم، وجعلهم عبادًا طائعين خاضعين: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (٢٦) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (٢٧) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (٢٨)﴾ [الأنبياء]، وفي هذا رد على من زعم أن الملائكة بنات الله، فجعلوهم ولدًا لله، وقال تعالى: ﴿فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (٣٨﴾ [فصلت]، وفي الآية الأخرى ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُون * (٢٠٦)﴾ [الأعراف].
والآيات في ذكر الملائكة، وصفاتهم وعبادتهم لربهم، ودوام خضوعهم وتسليمهم كثيرة، فهم عباد، ليسوا آلهة ﴿وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِين (٢٩)﴾ [الأنبياء]، وحاشا أن يقول أحد منهم ذلك فهم معصومون.
والأصل الثالث: الإيمان بالكتب، ويتضمَّن الإيمان بكل ما أنزله الله من كتبه على من شاء من رسله، ما علمنا منها، وما لم نعلم، فيجب أن نؤمن بأن الله أنزل كتبًا على من شاء من رسله، منها: التوراة، والإنجيل، والزبور، والقرآن، وهو أعظم كتب الله.