فإن السُّنة هي الأصل الثاني في الاستدلال؛ فإن الله أنزل على نبيه الكتاب والحكمة، الكتاب هو القرآن، والحكمة هي سنة الرسول ﷺ، فكلاهما وحي، كما قال ﷾: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (٤)﴾ [النجم].
فكل ما يُبَلِّغه النبي ﷺ عن الله - سواء كان قرآنًا، أو سنة - فإنه وحي أوحاه الله إليه، وكل منهما منزل كما في قوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (١١٣)﴾ [النساء].
فيجب الإيمان بكل ما أخبر الله به في كتابه، أو أخبر به الرسول ﷺ في سنته، كما يجب العمل بما أمر الله به في القرآن، والانتهاء عما نهى عنه سبحانه، وكذلك ما أمر به الرسول ﷺ، أو نهى عنه، فإنه يجب العمل بأوامره ﷺ، ونواهيه، وطاعته في أمره ونهيه.
وإنكار السنة مطلقًا، ودعوى أننا لسنا مكلفين إلا بالقرآن كفر، وضلال، ومخالفة للقرآن؛ فإن الله تعالى أمر باتباع الرسول ﷺ، وطاعته.
قال الشيخ ﵀:«فالسنة تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه»: المراد بالسنة في هذا السياق سنة الرسول ﷺ وهي: أقواله، وأفعاله، وتقريراته، هذا هو المراد بالسنة إذا قيل: الكتاب والسنة.
فسنة الرسول القولية، والفعلية، والتقريرية؛ تبين وتفسر القرآن، وتدل عليه وتعبر عنه، والأغلب على سنة الرسول ﷺ أنها بيان.