للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمم أمته (١)، فهو أفضل النبيين والمرسلين (٢)، وأمته خير الأمم (٣)، كل هذا مما صحت به الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذه أيضا من خصائصه - صلى الله عليه وسلم -، وفضائله التي يظهر الله بها فضله على رؤوس الأشهاد {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [(٤) سورة الشرح]، ويَدخل بعده وأمته مَن شاء سبحانه وتعالى.

ثم يقول الشيخ: إن للرسول - صلى الله عليه وسلم - ثلاث شفاعات:

الشفاعة الأولى: وهي الشفاعة في أهل الموقف، أن يُقضى بينهم، وتسمى: الشفاعة الكبرى، وهي: المقام المحمود الذي امتن الله به عليه في قوله: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [(٧٩) سورة الإسراء] وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:" من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة " (٤).

وهذه الشفاعة خاصة به، وهي الشفاعة التي يتدافعها الأنبياء أولو العزم، كما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث الشفاعة الطويل المتواتر، حين يأتي الناس لآدم، ويطلبون منه أن يشفع لهم عند الله، ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى عليهم السلام إلى أن ينتهي الناس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيقول: " أنا لها، فأستأذن على ربي فيؤذن لي، ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد، وأخر له ساجدا، فيقول: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع .. " (٥).


(١) [رواه مسلم (٨٥٥) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -].
(٢) [البخاري (٤٧١٢)، ومسلم (١٩٤) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -].
(٣) [انظر: تفسير ابن كثير عند قوله تعالى {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للنَاسِ} [(١١٠) سورة آل عمران].
(٤) [رواه البخاري (٦١٤) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما].
(٥) [رواه البخاري (٧٥١٠) ومسلم (١٩٣) من حديث أنس - رضي الله عنه -، وانظر: قطف الأزهار المتناثرة ص ٣٠٣ رقم (١١٢)].

<<  <   >  >>