للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأصل الرابع: الإيمان بالرسل، فيجب الإيمان برسل الله إجمالًا، وأن الله أرسل إلى عباده رسلًا يدعون إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ويحذِّرون من عبادة ما سواه، يدعون إلى كلِّ خير، ويحذِّرون من كل شر.

وقد سمَّى الله من شاء منهم في كتابه، وذكر أنه قصَّ منهم ما قصَّ، وطوى علم آخرين: ﴿وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (١٦٤)[النساء].

والأصل الخامس: الإيمان باليوم الآخر، ويعبَّر عنه بالبعث؛ لأن البعث بعد الموت، هو الذي يكون به الانتقال من دار البرزخ إلى الدار الآخرة، فهذا أصل من أصول الإيمان يجب الإيمان به.

وهذه الأصول ذكرها الله تعالى في كتابه مفرَّقة، ومجتمعة قال : ﴿لَّيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ﴾ [البقرة: ١٧٧].

وذكر أربعة في قوله : ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير (٢٨٥)[البقرة].

والإيمان بالقدر يندرج في الإيمان بالله، وله أدلَّة مفصَّلة في القرآن، ومنها قوله تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر (٤٩)[القمر].

ومنها قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِير (٧٠)[الحج].

<<  <   >  >>