للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما معنى «مَصْدُوقُون»: المصدوق هو: المخبَر بالصدق، والصادق: هو المخبِر بالصدق.

فالرسل صادقون لأنهم قد أَخبروا بالصدق، وهم مَصْدُوقُون لأنهم مخبَرون بالحق، فهم يتلقَّون علومهم، وما يبلِّغونه عن الله بواسطة وحيه، ورسوله من الملائكة ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيم (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِين (٢٠)[التكوير].

إذًا؛ فما قالته الرسل في الله هو الحق نفيًا وإثباتًا، ولصدق الرسل، وأن ما قالوه في رب العالمين هو الحق، قال ﷾: ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون (١٨٠) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين (١٨١) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين (١٨٢)[الصافات].

فسبَّح نفسه سبحانه وتعالى عمَّا يصفه به الجاهلون، والمفترون والمشركون، الذين يقولون على الله ما لا يعلمون.

«سبحان» هذه الكلمة تدلُّ على التنزيه، وعلى نفي المعائب، والنقائص قال تعالى: ﴿سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ﴾ [النساء: ١٧١]، ﴿سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُون (٣١)[التوبة].

«وسلَّم على المرسلين»: سلام من الله على رسله ﴿وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين (١٨١)[الصافات]. وإنما سلَّم عليهم؛ لأنهم أولياؤه الصادقون فيما أخبروا به عنه، المحقُّون فيما يصفون به ربهم، ولهذا يقول الشيخ: «وسلَّم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب»، ومن الشرك والإفك.

<<  <   >  >>