يجب أن يعلم أن ما وصف الله به نفسه من علوه ومعيته، وفوقيته ومعيته أن كل ذلك حق على حقيقته.
الله تعالى مستوٍ على عرشه حقيقة، عالٍ على خلقه حقيقة، وهو معنا حقيقةً، وليس في قولنا: إنه معنا حقيقة ما يتضمن الحلول، هو معنا حقيقة على ما يليق به، ويناسبه ويختص به، فهو حق على حقيقته.
يقول الشيخ:«لا يحتاج إلى تحريف وصرف له عن ظاهره»: الله تعالى نفسه معنا، وهو فوق سمواته مستوٍ على عرشه، وهو سبحانه معنا يرانا، ويسمعنا، وعلمه محيط بنا ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا﴾ [المجادلة: ٧].
يقول المؤلف:«ولكن يصان عن الظنون الكاذبة»: ما يُثبت لله من الفوقية من كونه في السماء يجب أن يصان عن الظنون الكاذبة، مثل: أن يظن أن مَعْنى أنه الله في السماء: في داخل السماء تقله، وتحمله، والسماء الأخرى تظله تعالى الله، فهذا ظن كاذب، وسوء ظن بالله، وهو خلاف ما أجمع عليه سلف الأمة، فإن أهل السنة والجماعة مجمعون على أن معنى في السماء يعني في العلو فوق جميع المخلوقات، فهو الظاهر الذي ليس فوقه شيء.
وكذلك المعية يجب أن تصان عن الظن الكاذب؛ كظن الحلولية الذين يقولون: معنى أنه معنا: أنه في كل مكان حالٌّ في الأشياء في داخل الغرف، في داخل الأمكنة المستخبثة، حال في كل شيء يعني