ومن السنة ما يتضمن أخبارًا، وتشريعات ليست في القرآن، قال الله تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون (٤٤)﴾ [النحل]، الذكر: القرآن.
فالرسول ﷺ قد فسَّر القرآن وبيَّنه، ففسَّر ما أشكل من ألفاظه، وكثيرٌ من ألفاظه يعرفها المخاطبون باللسان العربي، كما روي عن ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يُعذر أحد بجهله، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله (١).
فالرسول ﷺ بيَّن القرآن، فالسنة فيها تفصيل ما أُجمل في القرآن، وتقييد المطلق، وتخصيص العام؛ فأحكام الصلاة التفصيلية: صفتها، أفعالها، أقوالها، مواقيتها، أكثرها إنما تجده في السنة، وأحكام الزكاة: أنصبة الزكاة، الأموال التي تجب فيها الزكاة، والحج كثير من أحكامه إنما عرفت تفصيلًا بسنة الرسول ﷺ، وهذا الموضوع وتفصيله يطول الحديث عنه.
والمقصود أن ما وصف الرسول ﷺ به ربه من الأحاديث الصحيحة التي تلقَّاها أهل العلم والمعرفة - أهل الشأن وهم أهل الحديث - بالقبول، وجب الإيمان بها كذلك.
(١) رواه ابن جرير الطبري في «تفسيره» ١/ ٣٤، والطبراني في «مسند الشاميين» ٢/ ٣٠٢ بنحوه.