للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه أيضًا جملة من الآيات المشتملة على بعض أسماء الرب وصفاته، وهي داخلةٌ في الجملة التي أشار إليها الشيخ، وهو الآن بصدد تقريرها بشواهدها، وهي أن الله تعالى: جمع فيما وصف وسمَّى به نفسه بين النفي والإثبات.

فوصف نفسه بإثبات الأسماء الحسنى، والصفات العلا، وبنفي الآفات، والعيوب، والنقائص، فمِن هذه النصوص القرآنية المشتملة على بعض أسماء الرب وصفاته قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين (٥٨)[الذاريات] ففي هذه الآية إثبات اسم من أسماء الله الحسنى، وهو الرزاق. والرزاق: صيغة تدلُّ على كمال الرَّزق، وكثرته.

فكل ما يحصل للعباد من رِزق مادي، أو معنوي من: علم، أو مال، أو أي منفعة فمنه سبحانه.

﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم (٦٠)[العنكبوت].

والنصوص المفسِّرة لهذا الاسم، والمفصِّلة له كثيرة فهو تعالى: خير الرازقين ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ﴾ [النحل: ٥٣] فكل ما يتقلَّب فيه العباد من النعم، فهي منه سبحانه هو الذي أعانهم عليها، وأمدَّهم بها.

والله تعالى هو: الرزَّاق، وما يحصل على أيدي الناس من رزق فهم فيه أسباب فقط.

<<  <   >  >>