للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأنه قرب قيام الساعة يُقبض المؤمنون، فلا يبقى في الأرض أحد يقول: الله الله (١).

وهذا معنى قول أهل السنة: وإليه يعود. إذًا: القرآن هو كلام الله حقيقة لا مجازًا، والذين ينفون الكلام عن الله مطلقًا يقولون: إنه ليس كلام الله حقيقة بل إضافته إليه من قبيل إضافة المخلوق إلى خالقه.

يقول الشيخ: «ولا يجوز إطلاق القول بأنه حكاية عن كلام الله أو عبارة»: هذه إشارة إلى مذهب الأشاعرة، فالأشاعرة يقولون: إن كلام الله معنى واحد نفسي قديم قائم بالرب ليس بحرف ولا صوت، وأما ما يسمعه الملائكة، أو يسمعه الأنبياء، أو هذا القرآن، أو غيره من الكتب، هذه الألفاظ عبارة أو حكاية قد يعبرون بهذا أو هذا، وقولهم: عبارة أي: تعبير عن كلام الله ليس القرآن كلام الله حقيقة، بل هو مجاز، تعالى الله عما يقول الجاهلون والغالطون علوًا كبيرًا، إنهم بذلك يشبهون الله بالأخرس الذي تكون في نفسه المعاني، ويعبر عنها من يفهم إشارته عن المعنى الذي فهمه منه.

ولهذا أشار الشيخ إلى بطلان قول هؤلاء بقوله: «ولا يجوز إطلاق القول بأنه حكاية عن كلام الله أو عبارة»: لا بل هو كلام الله حقيقة، والكلام إنما يُضاف إلى من قاله مبتدئًا لا إلى من قاله مبلغًا مؤديًا، فلا يقال: إن القرآن كلام محمد، هذا قول الكفار ﴿إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَر (٢٥)[المدثر]، لا يقال: إنه كلام محمد ، أو كلام بشر، أو إنه كلام جبريل؛


(١) روى مسلم (١٤٨) عن أنس عن النبي : «لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله». وفي رواية: «لا تقوم الساعة على أحد يقول: الله الله».

<<  <   >  >>