للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا يستفاد من قوله تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: ١١٠]، فإذا كانت هذه الأمة خير الأمم، والصحابة خير هذه الأمة؛ تبين أن الصحابة خير الناس بعد الأنبياء، لا كان في الماضي مثلهم، ولا يكون في آخر الزمان مثلهم.

وأما ما ورد في صفة وأجر الغرباء، وأن للعامل في أيام الصبر أجر خمسين من الصحابة (١)، فهو محمول عند أهل العلم على الفضل المقيد: لهم أجر خمسين في صبرهم على البلاء، وتسلط الأعداء، مع قلة المعين، لا أن لهم أجر خمسين من الصحابة في كل عمل؛ فيكونون بهذا أفضل من الصحابة لا؛ بل هم أفضل من الصحابة في خصلة من خصال الدين، وفضيلة من الفضائل، فلا يكونون بهذا أفضل من الصحابة مطلقًا، فالتفضيل المقيد لا يوجب الفضل المطلق (٢).

* * * *


(١) رواه أبو داود (٤٣٤١)، والترمذي (٣٠٥٨) وقال: حسن غريب، وصححه ابن حبان (٣٨٥)، والحاكم ٤/ ٣٢٢، من حديث أبي ثعلبة الخشني ، وحسنه ابن القيم في «الكافية الشافية» ص ٣٤٣ - ٣٤٤. وانظر: السلسلة الصحيحة (٤٩٤)، والضعيفة (١٠٢٥).
(٢) الكافية الشافية ص ٣٤٥ - ٣٤٧، وفتح الباري ٧/ ٦ - ٧، ونيل الأوطار ٨/ ٣٥٢.

<<  <   >  >>