للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي هذا تحقيق لوعده ﷾؛ فإنه قد وعد الجنة والنار بملئهما؛ إذ قال ﵎ للجنة: «أنتِ رحمتي أرحم بك من أشاء، وقال للنار: أنت عذابي أعذب بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها» (١).

فالنار يضيقها الرب حتى تمتلئ، وأما الجنة فإذا دخل أهل الجنة يبقى فيها فضل، فهي واسعة مع كثرة من يدخلها من عباد الله، ومع ذلك يبقى فيها فضل، فينشئ الله لها أقوامًا، فيسكنهم الجنة برحمته ﷾ (٢).

أما النار فإنه لا يعذب بها إلا المستحقين لعذابه، نعوذ بالله من عذاب الله.

فالمقصود أن هذه الصفات التي تضمنتها هذه الأحاديث كلها إنما ثبتت بالسنة، وليس في القرآن - فيما أعلم - ما يدل عليها.

أما ما بعد هذه الأحاديث إلى آخر ما أورده الشيخ، فكلها قد دلت على صفات دل عليها القرآن: كالتكليم، والعلو، والمعية، والسمع، والرؤية، وإثبات بعض الأسماء: كالأول، والآخر، والظاهر والباطن، والسميع وغيرها، والله أعلم.

* * * *


(١) رواه البخاري (٤٨٥٠)، ومسلم (٢٨٤٦)، من حديث أبي هريرة ﵁.
(٢) هذا جزء من الحديث الذي تقدم تخريجه في [١٥٤]: «لا تزال جهنم يلقى فيها .. ».

<<  <   >  >>