للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٣٠) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٣١) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٣٢) قَالَ يَا آدَمُ﴾، إلى آخر القصة.

كلها فيها إضافة القول إلى الله، ومنها قوله تعالى: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ كلمه: خاطبه بكلام؛ بأخبار، وأوامر ﴿وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠)﴾، ﴿وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (٥٢)﴾.

الله تعالى نادى موسى وناجاه.

والنداء هو: الخطاب بصوت رفيع.

والمناجاة: الخطاب بصوت خفي.

فموسى هو كليم الله، وهو نجي الله، فالله تعالى موصوف بالمناداة والمناجاة، والعباد يوصفون بالكلام، والتكليم، وبالمناداة وبالمناجاة، وليست المناداة كالمناداة، ولا المناجاة كالمناجاة، ولا التكليم كالتكليم، وهذا كله في القرآن ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُون (٤)[الحجرات]، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً﴾ [المجادلة: ١٢]، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المجادلة: ٩].

المقصود أن كل ما يُوصَف الله به من ذلك، ليس مثل ما يُوصَف به المخلوق.

﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾، كلم اللهُ: بالرفع فاعل، وموسى: مفعول هو المكلَم، وتكليمًا: مصدر مؤكِّد يرفع ويدفع احتمال المجاز.

<<  <   >  >>