يقول الشيخ ﵀:«ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يمثِّلون صفاته بصفات خلقه»:
كل هذا تأكيد لما سبق، وأن مذهب أهل السنة والجماعة بريء من هذه الأباطيل: بريء من التعطيل، ومن الإلحاد، ومن التكييف، ومن التحريف، ومن التمثيل.
ولا يمثِّلون صفاته بصفات خلقه؛ فإنه ﷾ لا سَميَّ له، ولا نِدَّ له، ولا كفو له، وهذا كله منفي في كتابه ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥)﴾ [مريم]، ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد (٤)﴾، ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُون (٢٢)﴾ [البقرة]، والسميُّ، والكفو، والندُّ؛ ألفاظ متقاربة، كلها تُفسَّر: بالمثيل والنظير، فهو ﷾ لا مثيل، ولا نظير له من خلقه، ولا سميَّ، ولا كفو، ولا ندَّ، ولا يُقاس بخلقه ﷾.
وهو:«أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلًا، وأحسن حديثًا من خلقه»:
هو أعلم بنفسه كما قال المسيح ﵇: ﴿تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوب (١١٦)﴾ [المائدة]، فهو أعلم بنفسه.
فالعباد لا سبيل لهم إلى معرفة أسمائه وصفاته إلا ببيانه وتعريفه وتعليمه سبحانه، فهو أعلم بنفسه وبغيره؛ لأن علمه محيط بكل شيء، وهو تعالى أصدق قيلًا، وأحسن حديثًا من خلقه ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا (٨٧)﴾ [النساء]، ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلا (١٢٢)﴾ [النساء].