للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاعتقاد هذه العقيدة: «العقيدة الواسطية» التي ذكر أنه كتبها، وهو قاعد بعد العصر في مجلس واحد (١).

وقد نُوظِر في شأنها وجُودِل؛ لأنه قرَّر فيها اعتقاد أهل السنة والجماعة من السلف الصالح، من الصحابة، والتابعين وأئمَّة الدِّين، ومن سلك سبيلهم.

وهذا يخالف ما عليه جمهور الناس فقد دخلت عليهم المذاهب المبتدعة؛ فلذلك ينكرون ويستنكرون ما يخالف ما هم عليه.

وقد أبان في المناظرة التي كتبها (٢) أنه إنما يقرِّر في هذا الاعتقاد ما دلَّ عليه الكتاب والسنة، وما درج عليه أهل القرون المفضَّلة من الصحابة والتابعين، وأنه في هذه العقيدة يتحرَّى الألفاظ الشرعية.

وهذه العقيدة متميِّزة على سائر ما ألَّفه فكثير من مؤلَّفاته في مسائل الاعتقاد مشتمل على ذكر شبهات المفترين، ومناقشتها مناقشةً عقليةً وشرعيةً، كما هو ظاهر في «الرسالة التدمرية».

أما «العقيدة الواسطية» فإنها خالصة، فيها تقرير لمعتقَد أهل السنة والجماعة وبيان أصولهم، مع التدليل على ذلك من القرآن والسنة، من غير تعرُّض لشبهات المخالفين؛ فلذلك كانت هذه العقيدة جديرة بالحفظ.

وقد عرض فيها لأكثر المسائل التي وقع فيها الافتراق، والتي خالف فيها أهل السنة سائر فرق الأمة.


(١) مجموع الفتاوى ٣/ ١٦٤.
(٢) مجموع الفتاوى ٣/ ١٦٠.

<<  <   >  >>