للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَلَهُ الأُنثَى (٢١) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (٢٢)[النجم]. توبيخٌ لهم وتقريعٌ وإفحامٌ، وأنه لا حجَّة لهم من عقلٍ ولا شرعٍ ولا حسٍّ، ما هو إلا الكذب والافتراء الذي زينه الشيطان لهم.

وكل من أشرك مع الله غيره فقد جعل له مثلًا، وجعل له ندًّا؛ ولهذا أنكر الله عليهم ذلك ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا﴾ لا تجعلوا له أشباهًا، ونظراء؛ فإنه لا نظير له، لا تجعلوا له أندادًا في العبادة، فإنه الإله الحق الذي لا يستحقُّ العبادة سواه، فلا مثيل له في ذاته، ولا في صفاته، ليس كمثله شيء.

وهذه الآيات الغالب فيها النفي، وإن كان فيها إثبات، لكن الشيخ ساقها للاستشهاد بها على الصفات السلبية، فالله تعالى موصوفٌ بنفي النقائص، والعيوب، كنفي الشريك، ففي القرآن: ﴿لَا شَرِيكَ لَهُ﴾ [الأنعام: ١٦٣]، ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُون (٤٣)[الطور] ونفي الولد، والصاحبة ﴿مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (٣)[الجن]، ﴿أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ﴾ [الأنعام: ١٠١]، ونفي المِثْل ﴿فَلَا تَضْرِبُوا لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُون (٧٤)[النحل]، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: ١١]، ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ﴾ [البقرة: ١٦٥].

فذمَّ الذين اتخذوا من دون الله أندادًا في المحبة يحبونهم كحبهم لله.

والسمي، والندّ، والكفء أو الكفو، والمثل؛ كلها ألفاظ متقاربة تفسر بالمثل، والشبه، والشبيه، والنظير، فإنه لا سمي له، ولا كفو له، ولا ندّ له، ولا يقاس بخلقه، ونفي هذه النقائص يستلزم إثبات

<<  <   >  >>