للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوب (١٠٩)[المائدة]، وفي الحديث «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان» (١).

فالله تعالى لم يزل، ولا يزال متكلِّمًا، إذا شاء بما شاء، وكيف شاء، ويكلم من شاء من عباده من: ملائكته، ورسله، وعباده، وسائر الخلق، ومن كلامه الكتب، ومنها القرآن، فالقرآن كلام الله، ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ﴾، هو كلام الله كيفما تصرَّف غير مخلوق، محفوظ في الصدور، ومسموع بالآذان ومقروء بالألسنة، ومكتوب في المصاحف؛ كله كلام الله.

لكنْ كلام الله يُسمع ممن؟

يُسمع من القارئ، فقوله تعالى: ﴿حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ﴾، يسمعه إما من: الرسول ، أو من بعض المؤمنين.

أما الذي سمع القرآن كلام الله من الله؛ فهو جبريل ؛ لأنه هو الموكَّل بالوحي ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِين (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِين (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِين (١٩٤)[الشعراء]، فجبريل الروح الأمين سمع كلام الله من الله، ومحمد سمع القرآن من جبريل، والصحابة سمعوا القرآن من الرسول ، ويسمعه بعضهم من بعض، وهكذا.

والآيات الكثيرة المتقدمة التي جاءت بأساليب، وبألفاظ مختلفة كلها تدل على إثبات كلام الله .


(١) رواه البخاري (٧٤٤٣)، ومسلم (١٠١٦)، من حديث عدي بن حاتم .

<<  <   >  >>