للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسوله ، وإيمانهم بالقدر، وقولهم في الإيمان، وقولهم في أصحاب الرسول على التفصيل المتقدم، واعتمادهم في الاستدلال على الكتاب والسنة والإجماع، واقتفاء آثار السلف الصالح من الصحابة هم مع هذه الأصول يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، فهم مصلحون؛ ومنهجهم ليس علميًا وعقديًا فقط.

يقول الشيخ: «على ما توجبه الشريعة»: لا على ما يوجبه الهوى والرأي المجرد، فالمعتزلة من أصولهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكنهم يدخلون فيه الخروج على الأئمة، ومن الناس من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، دون أن يتقيد بحدود الشريعة؛ فيفسد أكثر مما يصلح.

والأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر أصل من أصول الدين، والأدلة عليه كثيرة من نصوص الكتاب والسنة، فهو واجب عظيم به قِوام الدين، وقِوام أمر المسلمين، وما حل بهم من فساد في دينهم ودنياهم إلا بتفريطهم فيما أوجب الله عليهم، وتفريطهم في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

كما أن من طريقة أهل السنة والجماعة أنهم يقيمون شرائع الإسلام الحج، والجهاد، والجُمع، والأعياد مع الأمراء أبرارًا كانوا أو فجارًا، فإذا كان القائد، أو أمير الحج فاجرًا لا يعطلون شعائر الإسلام من أجل فجوره، فهم يتعاونون مع كل من أمرهم بالخير، فكل من قادهم بكتاب

<<  <   >  >>