للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون (٣٣)[التوبة]، طريقتهم هي دين الإسلام، والمنتسبون للإسلام كثير، وقد أخبر «أن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار» كما صح بذلك الحديث عن النبي قال: «كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة» وفي لفظ: قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: «هي من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» (١).

فكل هذه الفرق تنتسب للإسلام، فما الفرقة الناجية؟

هي المستمسكة بالإسلام المحض الخالص، وفي هذا عَلَمٌ من أعلام نبوته فقد أخبر عن افتراقها، ووقع كما أخبر.

يقول الشيخ: «صار المتمسكون بالإسلام المحض»: الإسلام الخالص الذي لم يخلط بالبدع الاعتقادية أو العملية، فالمتمسكون بالإسلام المحض خالصًا عن الشوب، وعمّا وقعت فيه الفرق المنحرفة هم أهل الكتاب والسنة، هم الفرقة الناجية المنصورة، وهذه الفرقة أهلها درجات ليسوا على مرتبة واحدة، بل هم على مراتب كثيرة.

وطبقات الأولياء إجمالًا طبقتان (٢): مقربون، وأصحاب يمين، أو سابقون، ومقتصدون.

فالمقربون السابقون: هم الذين فعلوا الواجبات والمستحبات، وتركوا المحرمات والمكروهات، وفضول المباحات.


(١) تقدم تخريجه في [ص ٣٠].
(٢) الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ١١/ ١٧٦.

<<  <   >  >>