والمقتصدون: هم الذين أدَّوا الواجبات، واجتنبوا المحرمات.
فأهل السنة والجماعة مراتب فيهم: الصديقون، والشهداء، والصالحون، والصديقون هم أعلى طبقات الأولياء بعد الأنبياء، كما قال سبحانه: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩)﴾ [النساء].
والصديق هو: المبالغ في الصدق، أو هو: كثير الصدق والتصديق، والصديق المطلق في هذه الأمة هو أبو بكر ﵁، وصار هذا الوصف ملازمًا له، وعلمًا عليه، وإلا فالصديقية ليست مقصورة عليه.
«ومنهم أعلام الهدى»: يعني: فيهم الأئمة الذين يهتدى بهم، يشبهون بالأعلام، أي: الجبال، وعلامات الطريق التي يهتدى بها.
«ومصابيح الدجى»: التي يستضاء بها في حنادس الظلام.
ففي أهل السنة أئمة هداة يُهتدى بهم في علمهم وعملهم، على مراتب ففيهم: أئمة متبوعون، وعباد صالحون تابعون،
فالصحابة سبق الحديث عنهم، وأنهم مفضَّلون تفضيلًا مطلقًا على من بعدهم، والتابعون لهم بعد ذلك هم أهل السنة والجماعة، الذين لزموا الأصول المتقدمة، واقتفوا واتبعوا آثار السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، فهؤلاء على مراتب: التابعون، وتابعوهم، وتابعوهم إلى يوم القيامة.