للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحبون أصحاب رسول الله بقلوبهم، ويثنون عليهم بألسنتهم، ويدعون الله لهم، كما وصف الله التابعين لأصحاب الرسول من المهاجرين والأنصار فقال الله سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٠)[الحشر].

فسألوا ربهم أن يطهر قلوبهم من الغلِّ، وهذا مشروع من المؤمنين لإخوانهم عمومًا، لكن أحق الناس بذلك هم الصدر الأول: أصحاب الرسول .

وكذلك أهل السنة والجماعة يطيعون الرسول أكمل طاعة في قوله : «لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» (١).

قال هذا لبعض الصحابة الذين تأخر إسلامهم من بعد الفتح، وهو خالد بن الوليد لما كان بينه وبين عبد الرحمن بن عوف بعض الاختلاف فقال لخالد بن الوليد: لا تسبوا أصحابي (٢).

فالصحبة مراتب فبعض الصحابة أكمل صحبة من بعض، فالسابقون الأولون ليسوا كالذين تأخر إسلامهم، وهذا أيضًا ينسحب على من جاء بعد الصحابة فقوله: «لا تسبوا أصحابي» وإن ورد على هذا السبب، فإنه يتضمن نهي من يأتي بعدُ عن سب أصحاب الرسول .


(١) تقدم تخريجه في [ص ٢٥٠].
(٢) تقدم تخريجه في [ص ٢٥٠].

<<  <   >  >>