لولا وجود بعض الأفكار، والوساوس، والتساؤلات لما كان هناك داعٍ لهذا التوقُّف، لكن هناك إلقاءات شيطانية تكلم بها مَنْ تكلم من أهل البدع، وتكلم بها من تكلم من جهَّال الناس.
إذًا: ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا﴾ لا يدل على أن لله أعينًا؛ لأن من قواعد اللسان العربي أن المثنى إذا أضيف إلى الجمع أو صيغة الجمع أو صيغة المثنى؛ فإنه يذكر بلفظ الجمع، كقوله تعالى: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا﴾ [المائدة: ٣٨].
والسارق والسارقة هل تُقطَع لهما أربع أيدٍ؟ يدان من السارق، ويدان من السارقة؟
الجواب: لا بل من السارق يد، ومن السارقة يد.
وهكذا قوله تعالى: ﴿فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾ [التحريم: ٤] للمرأتين قلوب؟ أم قلبان؟
وهذه قصة عائشة، وحفصة (١) ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾؛ إذًا: الجمع لا يدل على عدد كبير من القلوب.
ولا يجوز التوقُّف في هذا البتَّة، لا يتوقَّف بهذا إلا جاهل بما عليه السلف الصالح، فيجب الإيمان بكل هذه الصفات على ما يليق به سبحانه، فلا تشبه صفة من صفاته صفات المخلوقين ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولا يعلم العباد كيفيَّة شيء من هذه الصفات.
(١) رواه البخاري (٥٢٦٧)، ومسلم (١٤٧٤)، من حديث عائشة ﵂.