للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما ثبت في الصحيحين عن النبي : «إن الله ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور عين اليمنى كأن عينه عنبة طافية» (١). ولا يجوز الخروج عن سبيل المؤمنين فسبيل المؤمنين هو هذا.

وقوله تعالى: ﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾ في موسى يُرَبّى في بيت فرعون على عين الله، والله تعالى يرعاه، ويحفظه، ويحرسه من كيد الكائدين، وهذه الآية تدل على إثبات العين لله، لكن لا يصح أن يقال: إنها تدل على أنه ليس لله إلا عين، هذا فهم خاطئ لا يصدر إلا من جاهل بدلالات الكلام، فكما أن قوله تعالى: ﴿بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ لا يدل على أنه ليس لله إلا يد واحدة، لا كما يقوله المغالطون الغالطون المتحذلقون: ليس لله إلا يد واحدة.

مَنْ كان له يدان يقال: أخذ هذا بيده، ولا يدل إفراد اليد على أنه ليس لله إلا يد؛ إذا قوله: ﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾ لا يدل على أنه ليس لله إلا عين، ولا يَفهم مَنْ كانت فطرته نقية سليمة من الشبهات، ووساوس الشيطان من هذا الكلام أنه ليس لله إلا عين واحدة. وهكذا قوله تعالى: ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا﴾ هذا الأسلوب لا يدل على أن لله أعينًا، كما أن قوله تعالى: ﴿مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا﴾ لا يدل على أن لله أيدي كثيرة، والحقيقة أنه


=بين عيني الرحمن، فإذا التفت، قال له الرب: يا ابن آدم! إلى من تلتفت؟ إلى خير لك مني! أقبل على صلاتك فأنا خير لك ممن تلتفت إليه».
إبراهيم الخوزي هو ابن يزيد الخوزي شديد الضعف، ضعفه عامة المحدثين. انظر: تهذيب الكمال ٢/ ٢٤٢، وميزان الاعتدال ١/ ٧٥. وهذا من منكراته. وانظر: الضعيفة للمحدث الألباني (١٠٢٤).
(١) البخاري (٣٤٣٩)، ومسلم (١٦٩)، من حديث ابن عمر .

<<  <   >  >>