للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله بإضافة القرآن إليه وأنه كلامه ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللّهِ﴾ [التوبة: ٦].

﴿سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ﴾ [الفتح: ١٥].

والمعطلة من الجهمية والمعتزلة يقولون: هذا القرآن مخلوق خلقه الله إما في الهواء أو في نفس جبريل أو كيفما كان (١)، وأهل السنة يؤمنون بأنه كلام الله حقيقة منزل غير مخلوق منه بدا - أي -: ظهر القرآن من الله، وسُمع من الله كلامًا تكلم به سبحانه كيف شاء.

فالله يتكلم بالوحي كيف شاء، ويتلقاه عنه من شاء من ملائكته، وجبريل هو الموكل بالوحي كما في آيات كثيرة منها: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِين (١٩٣)[الشعراء]، وجبريل هو الروح الأمين، بل قال سبحانه: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيم (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِين (٢٠) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِين (٢١)[التكوير].

وقول الشيخ: «وإليه يعود»: يشير إلى رفعه في آخر الزمان حين يرفع القرآن من المصاحف والصدور كما جاء ذلك في كثير من الآثار (٢)؛


(١) انظر: [ص ١٣٨].
(٢) انظر جملة منها في: مصنف عبد الرزاق ٣/ ٣٦٢، ومصنف ابن أبي شيبة ١٥/ ٥٢٨، وسنن الدارمي ٢/ ٨٩٥، والدر المنثور ٥/ ٣٣٤ - ٣٣٦. وذكر شيخ الإسلام في «مناظرة الواسطية» ٣/ ١٧٤: أن الحافظ أبا الفضل بن ناصر، والحافظ أبا عبد الله المقدسي جمعا ما في ذلك من الآثار عن النبي ، والصحابة، والتابعين.

<<  <   >  >>