للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«فهذا اعتقاد»: إشارة إلى ما هو حاضر ممَّا سيذكره الشيخ في هذه العقيدة، وبهذا يتبيَّن أن الشيخ قصد في هذا التأليف إلى بيان اعتقاد الفرقة الناجية في ربهم، واعتقادهم فيما أمر الله بالإيمان به.

«الفرقة الناجية المنصورة»: وصفها بالصفتين: الناجية والمنصورة أخذًا من الحديث المشهور المرويِّ في المسانيد، والسنن عن النبي ﷺ: «إن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم، وأصحابي» (١) وفي لفظ: «وهي الجماعة» (٢) هذه هي الفرقة الناجية.

فالفرقة المستقيمة على ما كان عليه الرسول ﷺ تُوصَف بأنها الناجية أخذًا من هذا الحديث؛ لقوله ﷺ: «كلها في النار إلا واحدة».

وهي المنصورة؛ لقوله ﷺ: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله ﵎» (٣). فهي موصوفة بالنجاة، وبالنصر.


(١) رواه الترمذي (٢٦٤١) - وقال: هذا حديث مفسر غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه -، والحاكم ١/ ١٢٨ من حديث عبد الله بن عمرو ﵁، ورواه الطبراني في «الأوسط» ٨/ ٢٢ من حديث أنس ﵁، وقال: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن سعيد إلا عبد الله بن سفيان المدني، وياسين الزيات.
(٢) رواه أحمد ٤/ ١٠٢، وأبو داود (٤٥٩٧)، من حديث معاوية ﵁. وأحمد ٣/ ١٤٥، وابن ماجه (٣٩٩٣)، من حديث أنس ﵁. وابن ماجه (٣٩٩٢) من حديث عوف بن مالك ﵁. وصححه شيخ الإسلام كما في «مجموع الفتاوى» ٣/ ٣٤٥ - ٣٥٩، وعلق عليه بتعليق طويل، وذكره الكتاني في كتابه: «نظم المتناثر من الحديث المتواتر» ص ٥٧ رقم (١٨).
(٣) رواه البخاري (٣٦٤١)، ومسلم في كتاب الإمارة (١٠٣٧)، من حديث معاوية ﵁، وقد رواه عن النبي ﷺ جمع من الصحابة. انظر: قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة رقم (٨١) ص ٢١٦، ونظم المتناثر رقم (١٤٥) ص ١٥١.

<<  <   >  >>