﴿وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين (١٨٢)﴾ [الصافات]. ثناءٌ من الله على نفسه بإثبات الحمد كله له؛ لما له ﷾ من الأسماء الحسنى، والصفات العلا، وبديع المخلوقات.
فهذه الآيات فيها تنزيه، وتحميد، وتمجيد، وثناء على المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم، فالرسل هم الأئمة، وهم القدوة، ولنا فيهم أسوة، وسبيلنا سبيلهم، ولا سيما نبينا خاتم النبيين ﷺ.
يقول الشيخ:«وقد جمع ﷾ فيما وصف وسمَّى به نفسه بين النفي والإثبات»:
وهذه قاعدة في باب الأسماءِ والصفات «الجَمْع بين النفي والإثبات» معناها أنه موصوف بإثبات الفضائل، والكمالات، وموصوف بنفي النقائص والآفات، والمدح لا يكون بالإثبات فقط، ولا بالنفي فقط، وإنما يكون بالنفي، والإثبات.
وممَّا ينبغي التنبيه عليه في هذا المقام أن النفي والإثبات الذي جاء في النصوص القاعدةُ فيه هي:
«الإجمال في النفي، والتفصيل في الإثبات»؛ فالإثبات يأتي مفصَّلًا في: تعداد الأسماء، وتعداد الصفات، وتعيينها.
أمَّا النفي؛ فيكون عامًّا مطلقًا، وهو ما يعبَّر عنه بالإجمال، هذا هو الغالب على طريقة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم.