للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لليهود العتاة المتمردين، ﴿فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِين (١٦٦)[الأعراف].

وكلمات شرعية، وهي: كلامه الذي أنزل على رسله، وهي: كتبه، وأعظمها، وأشرفها القرآن، فالقرآن كلامه، وكله من كلماتِه الشرعية.

وكلماتُه الكونية، والشرعية كلها كلامه، ليس شيء منها مخلوقًا؛ ولهذا جاء التعوذ بكلمات الله في غير ما حديث (١) كحديث «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق» (٢) فاستدل العلماء بمثل هذا على أن كلام الله غير مخلوق.

ومن هذه الآيات ﴿إِذْ قَالَ اللّهُ يَاعِيسى﴾ في غير موضع: ﴿إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ﴾ [آل عمران: ٥٥]، ﴿إِذْ قَالَ اللّهُ يَاعِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ﴾ [المائدة: ١١٠]، ﴿وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ﴾ [المائدة: ١١٦]، ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ


(١) كحديث ابن عباس قال: كان النبي يعوذ الحسن والحسين ويقول: «إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة». رواه البخاري (٣٣٧١). وحديث: عبد الله بن عَمرو أن رسول الله كان يعلمهم من الفزع كلمات: «أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون». رواه أبو داود (٣٨٩٣) - واللفظ له -، والترمذي (٣٥٢٨)، وقال: حسن غريب، والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (٧٦٥) و (٧٦٦)، وصححه الحاكم ١/ ٥٤٨، وحسنه الحافظ ابن حجر في «نتائج الأفكار» ٣/ ١١٨.
(٢) رواه مسلم (٢٧٠٨ و ٢٧٠٩)، من حديث خولة بنت حكيم، وأبي هريرة .

<<  <   >  >>