للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ عنا الدَّين، وأغنِنا من الفقر» (١). فهذا أحسن ما قيل في تفسير هذه الأسماء، الأول: هذا اسم من أسمائه، والأول: المتقدم على كل شيء، فكل ما سوى الله فإنه محدَث بعد أن لم يكن.

والله تعالى هو: الأول الذي ليس قبله شيء؛ لأنه لا بداية لوجوده ﷾؛ فهو قديم، ولفظ القديم لم يرد في النصوص فلا يعد من أسمائه تعالى، فلا يقال: من أسماء الله القديم، لكن معناه صحيح،

فيصحُّ الإخبار عن الله، فيقال: الله قديم متقدِّم في وجوده على كل شيء لا بداية لوجوده، فهذا المعنى حقٌّ ثابتٌ للرب سبحانه، لكن يغني عنه اسمه الأول، فالأول من أسماء الله الحسنى.

واسمه سبحانه «الآخر» يتضمَّن دوامه ﷾، وبقاءه الذي لا نهاية له، فكل مخلوق يفنى، والله تعالى لا يفنى كما قال الإمام الطحاوي- ﵀ في عقيدته: «قديم بلا ابتداء دائم بلا انتهاء لا يفنى، ولا يبيد ولا يكون إلَّا ما يريد» (٢) ﷾.

وما كتب الله له البقاء مثل الجنة والنار، فدوامهما، وبقاؤهما ليس ذاتيًا لهما، بل بقاؤهما بإبقاء الله لهما، أما بقاء الرب، فهو ذاتي لا يجوز عليه الفناء ألبتة.


(١) رواه مسلم (٢٧١٣)، من حديث أبي هريرة ﵁.
(٢) العقيدة الطحاوية ص ١٩.

<<  <   >  >>