هذه الآيات ساقها الإمام ابن تيمية ﵀ للاستدلال بها على إثبات كلام الله، وأن الله يتكلم، ويُكلم، وقال ويقول، والنصوص القرآنية الدالة على إثبات صفة الكلام لله كثيرة جدًّا.
وأهل السُّنة يؤمنون بما دلَّت عليه هذه النصوص بأنه تعالى لم يزل متكلمًا إذا شاء بما شاء، وكيف شاء، لم يحدث له الكلام بعد أن كان غير متكلِّم، فيوصف تعالى بالقول فهو يقول، وبأنه يتكلم ﷾، ويوصف بالمناداة، فهو ينادي، ويناجي ﷾، ويتكلم كلامًا يسمعه من شاء من عباده، وكلامه بحرف وصوت، يعني: بكلمات وحروف، فكلامه تعالى حروف وكلمات، وسور وآيات، فيجب إثبات صفة الكلام له ﷾ مع نفي مماثلته تعالى للمخلوقات، فكلامه، وتكلمه ليس ككلام أحد من الخلق ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾.
وكلامه تصعق منه الملائكة، «إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خَضَعانًا لقوله»(١) أي: تعظيمًا له سبحانه، ولعظم ما يسمعون من وقع كلامه ﷾، ولكنه إذا شاء كلم عباده، وجعل لهم الطاقة والقدرة على سماع كلامه، أو يكلمهم كيف شاء كلامًا تحتمله قواهم، كما كلَّم موسى، ونادى الأبوين ﴿وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ﴾ فكلامه ﷾ كلام مسموع يُسْمِعه من شاء من عباده،