لِلْمُحْسِنِين (١٢)﴾ [الأحقاف]، فالقرآن يوصف بأنه يقصُّ؛ لاشتماله على القصص كأخبار الأنبياء مع أممهم، وعلى ما فيه من الأوامر، والنواهي، كل هذا يقصه على العباد ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٧٦)﴾، هنا جاء التقييد ببني إسرائيل، كما قص عليهم ما قصَّ من أمر المسيح ﵇، ومن أمر ما حرم عليهم ﴿وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ﴾ الآية [الأنعام: ١٤٦].
وهذه الآيات التي فيها الإخبار عن نزول القرآن، تؤكِّد ما مضى من أن القرآن كلام الله؛ لأنه منزل من الله ﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ﴾ [النحل: ١٠٢]، ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِين (١٩٣)﴾ [الشعراء]، ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم (١)﴾ [الزمر]، ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيم (٢)﴾ [غافر]، ﴿تَنزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم (٢)﴾ [فصلت].
فهذه الآيات التي فيها الإخبار عن نزول القرآن من الله يستدل بها على أن القرآن كلام الله منزل منه سبحانه، ويستدل بها على علوه تعالى؛ لأن النزول إنما يكون من العلو، فهي تؤكِّد الأمرين جميعًا.