مسلم، فاسم الإسلام أعم وأوسع دائرة، ولا يكون الإنسان مسلمًا على الحقيقة، إلا ومعه أصل الإيمان: إيمان القلب.
فكل مؤمن مسلم، وكل محسن مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمنًا الإيمان الكامل.
فهذا تقرير مذهب أهل السنة والجماعة في هذه المسائل الثلاث:
في مسمى الإيمان وما يتناوله هذا الاسم، وفي زيادة الإيمان ونقصانه، وفي حكم مرتكب الكبيرة، أو الفاسق الملي، يعني: بأي التعبيرين.
وقد أشار إلى مذهب أهل السنة والجماعة في ذلك، ومذهب الخوارج، ومذهب المعتزلة، فأهل السنة والجماعة يخالفون هذه الطوائف فيما ابتدعوه من الأسماء والأحكام، فمرتكب الكبيرة حكمه في الدنيا مثلًا: أنه مؤمن ناقص الإيمان ليس بكافر، ولم يخرج عن الإيمان مطلقًا، وفي الآخرة تحت مشيئة الله.
وهذا هو موجب عدل الرب ﷾ فلا يُسَوِّي بين مَنْ آمن به وبرسله مع ارتكاب بعض الذنوب، وبين من كفر به وبرسله، كما لا يسوي بين العاصي الفاسق المجترئ على حرمات الله، وبين المتقين ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (٢٨)﴾ [ص].