للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الأرض، ومن النباتات، ومن الناس، وما يدخل فيها من الجمادات، كالمياه التي تغور في الأرض.

﴿وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا﴾ من هذه الأمور.

﴿وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا﴾ من الملائكة، ومن الأمر الذي ينزل من عنده .

يعلم هذا كله، وهكذا قوله تعالى: ﴿وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ﴾ عنده خزائن الغيب التي استأثر بعلمها، ومنها الخمس التي لا يعلمها إلا الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير (٣٤)[لقمان]، فهذه خمس تفرَّد الله بعلمها لا يعلمها ملك مقرَّب، ولا نبي مرسَل (١).

﴿وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ﴾، ما: صيغة عموم؛ أي: كل ما في البر يعلمه الله.

﴿وَالْبَحْرِ﴾، أي: ويعلم ما في البحر، عام يشمل ما فيه من الحيوانات، والنباتات، والجمادات التي لا يحصيها إلا خالقها.

﴿وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِين (٥٩)﴾ يشمل كل رطبٍ ويابسٍ؛ لأن هذه كلها نكرات في سياق النفي، والنكرة في سياق النفي تعمُّ.

كل هذه الدقائق وكل هذه المخلوقات معلومة للرب ، والله محيط بها، وهي مثبتة في الكتاب المبين - كتاب المقادير -.


(١) قد جاء هذا في حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري (٥٠)، ومسلم (٩).

<<  <   >  >>