للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أنس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ تعدل ربع القرآن وإِذا زُلْزِلَتِ تعدل ربع القرآن، وإِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ تعدل «١» ربع القرآن» «٢».

وعن جبير بن مطعم «٣» أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال له: «يا جبير أتحب إذا خرجت سفرا أن تكون أفضل أصحابك وأكثرهم زادا؟ اقرأ هذه السور الخمس قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ وإِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ «٤».


ويقول القرطبي: «لا التفات لما وضعه الواضعون واختلقه المختلقون من الأحاديث الكاذبة والأخبار الباطلة في فضل سور القرآن وغير ذلك من فضائل الأعمال، وقد ارتكبها جماعة كثيرة وضعوا الحديث حسبة كما زعموا .. ».
إلى أن قال: قال ابن الصلاح في كتاب علوم الحديث: وهكذا الحديث الطويل الذي يروى عن أبيّ بن كعب عن النبي صلّى الله عليه وسلم في فضل القرآن سورة سورة، وقد بحث باحث عن مخرجه حتى انتهى إلى من اعترف بأنه وجماعة وضعوه، وإن أثر الوضع فيه لبين اه. التذكار في أفضل الأذكار: ١٤١.
وانظر مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث: ٥٨.
وراجع الموضوعات لابن الجوزي ١/ ٢٣٩.
والمنار المنيف في الصحيح والضعيف لابن القيم ١١٣.
والفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ص ٢٩٦.
وأقول: عفا الله عن الإمام السخاوي ما كان ينبغي له أن يضمن كتابه (جمال القراء) بما يخدش هذا الجمال بالأحاديث الموضوعة المختلقة وكان يكفيه ما ورد من الأحاديث الصحيحة والحسنة في فضائل القرآن الكريم على العموم وفي فضائل بعض السور والآيات على الخصوص ففيها غنية عن غيرها ولكن لكل جواد كبوة وقد سبقه إلى ذلك من سبقه.
(١) من هنا حصل طمس في أطراف ثلاثة أسطر من «ظ».
(٢) رواه الترمذي بسنده إلى أنس بن مالك، أبواب فضائل القرآن باب ما جاء في إِذا زُلْزِلَتِ وقال:
هذا حديث حسن اه ٨/ ٢٠٤، ونسبه ابن حجر الى الترمذي وابن أبي شيبة وأبي الشيخ من طريق سلمة بن وردان عن أنس ..
قال: وهو حديث ضعيف لضعف سلمة، وان حسنه الترمذي، فلعلّه تساهل فيه لكونه من فضائل الاعمال اه.
فتح الباري كتاب فضائل القرآن باب فضل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ٩/ ٦٢ - ٦٣، وراجع ترجمة سلمة بن وردان هذا في الميزان ٢/ ١٩٣، والتقريب ١/ ٣١٩.
(٣) جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي صحابي عارف بالأنساب مات سنة ٥٨ هـ أو نحوها. التقريب ١/ ١٢٦، والإصابة ٢/ ٦٥ رقم ١٠٨٧.
(٤) ذكره السيوطي في الدر المنثور وعزاه إلى أبي يعلى عن جبير بن مطعم ٨/ ٦٥٨.
وذكره القرطبي عن جبير كذلك، انظر تفسيره ٢٠/ ٢٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>