للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم «١»: وقد نبغ نابغ «٢» في عصرنا هذا


في القراءات العشر (١/ ٣١ - ٣٣).
قال الشيخ الزرقاني: «- تحت عنوان دستور عثمان في كتابة المصاحف- ما ملخصه: ومما تواضع عليه هؤلاء الصحابة أنهم كانوا لا يكتبون في هذه المصاحف إلا ما تحققوا أنه قرآن وعلموا أنه قد استقر في العرضة الأخيرة، وما أيقنوا صحته عن النبي صلّى الله عليه وسلّم مما لم ينسخ، وتركوا ما سوى ذلك، وكتبوا مصاحف متعددة، لأن عثمان قصد إرسال ما وقع الإجماع عليه إلى أقطار بلاد المسلمين المتعددة أيضا، وكتبوها متفاوتة من إثبات وحذف وغير ذلك، لأنه- رضي الله عنه- قصد اشتمالها على الأحرف السبعة، وجعلوها خالية من النقط والشكل تحقيقا لهذا الاحتمال أما الكلمات التي لا تدل على أكثر من قراءة عند خلوها من النقط والشكل مع أنها واردة بقراءة أخرى أيضا، فإنهم كانوا يرسمونها في بعض المصاحف برسم يدل على قراءة، وفي بعض آخر برسم آخر يدل على القراءة الثانية ...
إلى أن قال: والذي دعا الصحابة إلى انتهاج هذه الخطة في رسم المصاحف وكتابتها أنهم تلقوا القرآن عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بجميع وجوه قراءاته وبكافة حروفه التي نزل عليها، فكانت هذه الطريقة أدنى إلى الإحاطة بالقرآن على وجوهه كلها حتى لا يقال: إنهم أسقطوا شيئا من قراءاته، أو منعوا أحدا من القراءة بأي حرف شاء، على حين أنها كلها منقولة نقلا متواترا عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ... » اه مناهل العرفان (١/ ٢٥٧ - ٢٥٩).
(١) البزار أبو طاهر، من أهل بغداد، قرأ على أبي بكر بن مجاهد وغيره، وكان بارعا في الإلقاء والإقراء، توفي سنة ٣٤٩ هـ وله سبعون سنة. تاريخ بغداد (١١/ ٧) والفهرست لابن النديم (ص ٤٨) ومعرفة القراء الكبار (١/ ٣١٢) وغاية النهاية (١/ ٤٧٥) وهدية العارفين (١/ ٦٣٣).
(٢) هو أبو بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم البغدادي المقرئ النحوي العطار، أحد القراء بمدينة السلام، كان عالما باللغة والشعر، توفي سنة ٣٦٢ هـ. تاريخ بغداد (٢/ ٢٠٦) وفيه: مولده سنة ٢٦٥ ووفاته سنة ٣٥٤ هـ. والفهرست لابن النديم (ص ٤٩) ومعرفة القراء (١/ ٣٠٦) وغاية النهاية (٢/ ١٢٣).
قال الخطيب البغدادي:- عند ترجمته لابن مقسم هذا- وقد ذكر حاله أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ- صاحب أبي بكر ابن مجاهد- في كتابه الذي سماه (البيان) فقال فيما أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ، قال: أنبأنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم، قال:
وقد نبغ نابغ ... الخ ما ذكره السخاوي عن ابن أبي هاشم. ومما ذكره الخطيب البغدادي عن ابن مقسم قوله: كان من أحفظ الناس لنحو الكوفيين وأعرفهم بالقراءات، وله في التفسير ومعاني القرآن كتاب جليل سماه «كتاب الأنوار» وله أيضا في القراءات وعلوم القرآن تصانيف عدة، ومما طعن عليه أنه عمد إلى حروف من القرآن فخالف الإجماع فيها، فقرأها وأقرأها على وجوه ذكر انها تجوز في اللغة العربية، وشاع ذلك عنه عند أهل العلم، فأنكروا عليه، وارتفع الأمر إلى السلطان، فأحضره واستتابه بحضرة الفقهاء والقراء، فأذعن بالتوبة، وكتب محضر توبته وأثبت جماعة من حضر ذلك المجلس خطوطهم فيه بالشهادة عليه وقيل: إنه لم ينزع عن تلك الحروف، وكان يقرأ بها إلى حين وفاته» اه. تاريخ بغداد (٢/ ٢٠٧) وراجع غاية النهاية (٢/ ١٢٤) ومعرفة القراء الكبار (٢/ ٣٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>