للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما نسخ المكيّ «١» فلم يتفق عليه «٢».

وقال العلماء: أول «٣» ما نسخ الصلاة إلى بيت المقدس «٤». وهذا يدل على أن المكي ليس فيه منسوخ، لأن البقرة مدنية. والنسخ إنما يكون في الأحكام، ولا نسخ في الأخبار، لأن خبر الله عز وجل حق، لا يصح أن يكون على خلاف ما هو عليه «٥».

وليس في الفاتحة ناسخ ولا منسوخ.

سورة البقرة: وقد عد قوم من المنسوخ آيات كثيرة ليس فيها أمر ولا نهي، وإنما هي أخبار، وذلك غلط.


- ٣ عناية آى السورة بالدعوة إلى أصول الدين وإلى المقصد الأسمى منه كالإيمان بالله وتوحيده ..
الخ فهي مكية.
٤ - تحدث آى السورة عن مثالب المشركين البغيضة وعاداتهم المنكرة ... الخ فهي مكية.
٥ - تضمن آيات السورة حث العرب على التحلي بأصول الفضائل وأمهات المكارم ... الخ فهي مكية.
وهذه العلامات الثلاث الأخيرة: بحسب الغالب، إذ قد توجد بعض الآيات في سور مدنية مشتملة على ما اشتملت عليه الآيات المكية والعكس.
٦ - ومن علامات المدني: طول أكثر سوره وآياته ...
٧ - ومنها أيضا دعوة أهل الكتاب من اليهود والنصارى إلا الانضواء تحت لواء الإسلام، وإقامة البراهين على فساد عقيدتهم ...
٨ - اشتمال السورة على بيان قواعد التشريع التفصيلية والأحكام العملية في العبادات والمعاملات ...
الخ.
٩ - اشتمال السورة على الأذن بالجهاد وبيان أحكامه ... الخ. انظر: تاريخ المصحف (ص ١٠٢، ١٠٦) التقاطا.
(١) كلمة (المكي) الثانية ساقطة من ظ. ظنّا منه أنه مكرر.
(٢) انظر: الإيضاح ص؛ ١١٣، ٣٩٩، وسبق قريبا التنويه عنه.
(٣) في ظ: أولها نسخ الصلاة.
(٤) سيأتي الكلام عليه قريبا- بإذن الله-.
وقد قال الفيروزآبادي: وأما ترتيب المنسوخات فأولها الصلوات التي صارت من خمسين إلى خمس، ثم تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة ... الخ. بصائر ذوي التمييز (١/ ١٢٤).
(٥) لأن المخبر يصير بنسخ خبره كاذبا، وشذ قوم فأجازوا النسخ في الأخبار والصحيح أن لا نسخ في الأخبار، وما جاء أنه خبر فهو مقصود به الإنشاء. راجع بصائر ذوي التمييز (١/ ١٢٢)، والإيضاح ص ٦٦، وتفسير القرطبي (٢/ ٦٥)، والأحكام في أصول الأحكام لابن حزم (٤/ ٧١) والإتقان (٣/ ٦١) والمصفى ص ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>