(٢) قال السيوطي: وهذا من قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ، وقد اعتنى ابن العربي بتحريره فأجاد، كقوله فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وغيرها من الآيات التي خصت باستثناء أو غاية وقد أخطأ من أدخلها في المنسوخ» اه الإتقان (٣/ ٦٤). وكان السيوطي قد نقل قبل ذلك قول مكي بن أبي طالب: ذكر جماعة أن ما ورد في الخطاب مشعر بالتوقيت والغاية مثل قوله فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا .. محكم غير منسوخ، لأنه مؤجّل بأجل، والمؤجّل بأجل لا نسخ فيه» اه المصدر نفسه (٣/ ٦١). (٣) البقرة: ١٠٤ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا وَاسْمَعُوا ... الآية. (٤) في ظ: السبب. (٥) ذكره بنحوه مختصرا الطبري بسنده عن عطاء وغيره، إلا إنه لم يذكر في ذلك نسخا. انظر: تفسيره (٢/ ٤٧٠). وذكره الواحدي مطولا، قال: قال ابن عباس في رواية عطاء: وذلك أن العرب كانوا يتكلمون بها، فلما سمعتهم اليهود يقولونها للنبي صلّى الله عليه وسلّم أعجبهم ذلك، وكان (راعنا) في كلام اليهود سبأ قبيحا، فقالوا: إنا كنا نسب محمدا سرا، فالآن أعلنوا السب لمحمد، فإنه من كلامه، فكانوا يأتون نبي الله صلّى الله عليه وسلّم، فيقولون: يا محمد (راعنا) ويضحكون، ففطن بها رجل من الأنصار، وهو سعد بن عبادة، وكان عارفا بلغة اليهود، وقال: يا أعداء الله، عليكم لعنة الله، والذي نفس محمد بيده لئن سمعتها من رجل منكم لأضربن عنقه، فقالوا: ألستم تقولونها؟! فأنزل الله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا ... الآية اه. أسباب النزول ص ١٨ وراجع الدر المنثور (١/ ٢٥٢). (٦) قال مكي: «وقد كان حق هذا ألا يذكر في الناسخ، لأنه لم ينسخ قرآنا، إنما نسخ ما كانوا عليه، وأكثر القرآن على ذلك» اه الإيضاح ص ١٢٥، وراجع الإتقان (٣/ ٦٤). وسيأتي مزيد بيان حول هذا- إن شاء الله تعالى- عند قوله تعالى: فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ الآية فانظره هناك ص ٦٠١ من هذا الفصل. (٧) في ظ: وكلما.