للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال قوم: هي منسوخة، والمعنى: ولا ما قد سلف فأنزلوا عنه «١».

وقال قوم: محكمة، والمعنى: إلّا ما قد سلف، فقد عفوت عنه.

وأما من قال: هي منسوخة، والمعنى: ولا ما قد سلف، فلا يخلو أن يريد: ولا ما قد سلف من نكاح حلائل الآباء، فانزلوا عنه، فإن أراد هذا فكيف تكون منسوخة؟ بل هي أولى أن «٢» تكون محكمة، وإن أراد بقوله: ولا ما قد سلف من الأنكحة الفاسدة التي كانت في الجاهلية فأقرهم الإسلام عليها، إذا أسلموا فاقتضت الآية نزولهم عن النساء، ثم نسخت، فليس كذلك، وليس في العربية (إلّا) بمعنى (ولا)، والآية محكمة، والاستثناء منقطع، والمعنى: لكن ما قد «٣» سلف فإنه مغفور «٤».

وقيل: لكن ما قد سلف: إنه كان فاحشة «٥».

وقال الطبري: المعنى: ولا تنكحوا «٦» من النساء نكاح آبائكم، ف (ما) بمعنى «٧» (المصدور) «٨»، والاستثناء منقطع «٩» كما سبق.

وقال الزمخشري: في هذا الاستثناء- هو مثل قوله: ... غير أن سيوفهم ...

حيث استثنى من قوله: ولا عيب فيهم «١٠» .. ** ... قال: يعني أن أمكنكم أن


(١) قال ابن حزم الأنصاري: نسخت بالاستثناء بقوله إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ أي من أفعالهم فقد عفوت عنه اه الناسخ والمنسوخ ص: ٣٣، وراجع ابن سلامة ص: ١٢٥.
(٢) في بقية النسخ: بأن تكون.
(٣) في ظ: لكن ما قل سلف. تحريف.
(٤) قال ابن الجوزي:- بعد أن أورد الآية الكريمة- هذا كلام محكم عند عامة العلماء، ومعنى قوله إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ أي بعد ما قد سلف في الجاهلية، فإن ذلك معفو عنه، وزعم بعض من قل فهمه أن الاستثناء نسخ ما قبله، وهذا تخليط لا حاصل له، ولا يجوز أن يلتفت إليه ... نواسخ القرآن ص ٢٦٧.
(٥) ذكر ابن الجوزي ستة أقوال في معنى إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ.
انظر: زاد المسير ٢/ ٤٤، ٤٥ وراجع تفسير القرطبي: ٥/ ١٠٤.
(٦) في ظ: ولا ينكحوا.
(٧) في ظ: فما معنى المصدر.
(٨) هكذا في الأصل: المصدور. خطأ.
(٩) انظر: تفسير الطبري: ٤/ ٣١٩. وراجع البحر المحيط: ٣/ ٢٠٧.
(١٠) البيت للنابغة الذبياني.
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب

<<  <  ج: ص:  >  >>