للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البليغ: هو «١» التخويف «٢».

الموضع الموفي عشرين: قوله عزّ وجلّ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً «٣».

قالوا: نسخ بقوله عزّ وجلّ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ «٤» الآية «٥»، وليس كذلك، فإن آية النساء في قصة مخصوصة «٦»، لو تابوا واستغفروا واستغفر لهم الرسول «٧» (صلّى الله عليه وسلّم) «٨» لغفر لهم، وآية براءة في المنافقين الذين استغفر لهم الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وهم مصرّون على النفاق، ومعلوم أن المنافق والكافر إذا تاب واستغفر غفر «٩» له.

الحادي والعشرون: قوله عزّ وجلّ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً «١٠»، قالوا: هو منسوخ بقوله عزّ وجلّ وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً «١١» الآية «١٢»، وما أحسب هؤلاء فهموا كلام الله عزّ وجلّ «١٣».


(١) في بقية النسخ: وهو التخويف.
(٢) راجع زاد المسير: ١/ ١٢٢، والجامع لأحكام القرآن: ٥/ ٢٦٥.
(٣) النساء (٦٤).
(٤) التوبة (٨٠) اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ....
(٥) قال بذلك ابن حزم الأنصاري ص ٣٤، وابن سلامة ص ١٣٦، والفيروزآبادي: ١/ ١٧٢، وابن البارزي ص ٣٠، والكرمي ص: ٩٢.
(٦) أي في الرجل اليهودي والرجل المسلم اللذين تحاكما إلى كعب بن الأشرف. كما رواه الطبري بسنده عن مجاهد ٥/ ١٥٧، وزاد السيوطي نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. الدر المنثور: ٢/ ٥٨٣.
(٧) في بقية النسخ: النبي.
(٨) في بقية النسخ: صلّى الله عليه وسلّم. وهي إضافة حسنة.
(٩) وقد رد ابن الجوزي على القائلين بالنسخ هنا.
وقال: إنه قول مرذول اه. نواسخ القرآن ص ٢٨١، ١٨٢.
(١٠) النساء (٧١) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً.
(١١) التوبة (١٢٢).
(١٢) انظر: الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد ص ٤٤٣، وللبغدادي ص ١٩٩، وابن حزم ص ٣٤، وابن سلامة ص: ١٣٧، وابن البارزي ص: ٣١ وبصائر ذوي التمييز: ١/ ١٧٢، والدر المنثور ٤/ ٣٢٢، وقلائد المرجان ص ٩٢.
(١٣) فالصحيح أن الآيتين محكمتان ولا تعارض بينهما، وسيذكر المصنف معنى كل منهما، ومنه يتضح أنه لا نسخ، فإن آية النساء تأمرهم بأخذ الحيطة وأن ينفروا جماعات متفرقة أو مجتمعين تحت لواء واحد، ولا يفهم من هذا الأمر لهم بأن يخرجوا جميعا دون استثناء، وعلى فرض أن اللفظ يقتضي

<<  <  ج: ص:  >  >>