للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأكثر على أنها محكمة، والمعنى: عليكم أنفسكم لا يضرّكم من (ظل) «١» إذا أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر فلم «٢» يقبل منكم.

وقال عبد الله بن عمر- رحمه الله- هذه لأقوام يأتون بعدنا، إن قالوا لم يقبل (منلم) «٣» وأما نحن فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ليبلّغ الشاهد الغائب، فكنا نحن الشهود وأنتم الغيب» «٤».

وقال جبير بن نفير: قال لي جماعة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في هذه الآية:

(عساك أن تدرك ذلك الزمان، فإذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك نفسك لا يضرك من ضلّ إذا اهتديت) «٥».

وقال ابن مسعود: (لم يجيء تأويل هذا بعد، إن القرآن أنزل حيث أنزل فمنه ومنه ومنه ومنه، أي فمنه آيات قد مضى تأويلهن قبل أن ينزلن، ومنه آيات قد وقع تأويلهن على عهد رسول «٦» الله صلّى الله عليه وسلّم، ومنه آيات قد وقع تأويلهن بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم بيسير، ومنه آيات يقع تأويلهن يوم الحساب، فما دامت قلوبكم واحدة وأهواؤكم واحدة، ولم تلبسوا شيعا، ولم يذق بعضكم بأس بعض فامروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، (فإذا اختلف) «٧» الأقوال والأهواء ولبستم شيعا، وذاق بعضكم بأس بعض، فامرؤ ونفسه، عند ذلك جاء تأويل


بالمعروف والنهي عن المنكر وليس في كتاب الله آية جمعت الناسخ والمنسوخ إلا هذه الآية اه الناسخ والمنسوخ ص ٣٦.
وانظر: الإيضاح ص ٢٧٤، والناسخ والمنسوخ لأبي عبيد ص ٥٨٢ وهبة الله بن سلامة ص ١٥٢ - ١٥٤.
(١) هكذا في الأصل: من ظل. خطأ من الناسخ.
(٢) والأفصح بالواو.
(٣) هكذا في الأصل رسمت الكلمة (منلم). وفي بقية النسخ: منهم. وهو الصواب.
(٤) أخرجه الطبري بنحوه عن ابن عمر. انظر جامع البيان: ٧/ ٩٥. وزاد السيوطي نسبته إلى ابن مردويه عن ابن عمر أيضا. الدر المنثور ٣/ ٢١٦، وانظر تفسير القرطبي: ٦/ ٣٤٣.
(٥) أخرجه الطبري بلفظ أطول عن جبير بن نفير. جامع البيان ٧/ ٩٦. وأخرج الترمذي وأبو عبيد والطبري نحوه عن أبي أمية الشعباني عن أبي ثعلبة الخشني.
انظر سنن الترمذي كتاب التفسير: ٨/ ٤٢٤، والناسخ والمنسوخ لأبي عبيد ص ٥٨٣، وجامع البيان: ٧/ ٩٧، وأخرج ابن مردويه نحوه عن معاذ بن جبل كما في الدر المنثور ٣/ ٢١٧.
(٦) في بقية النسخ: على عهد النبي ... الخ.
(٧) هكذا في الأصل: فإذا اختلف. وفي بقية النسخ: اختلفت وهي الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>