للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآيات «١» «٢».

الحادي عشر: قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ «٣».

الثاني عشر: فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ* «٤».

الثالث عشر: قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ «٥».

قالوا: نسخ جميع ذلك بآية السيف، وهذا تهديد ووعيد، وليس بمنسوخ بآية السيف «٦».


مسلم الخولاني، وأكله أبو الدرداء، وجبير بن نفير، ورخّص فيه عمرو بن الأسود، ومكحول وضمرة بن حبيب. لقول الله تعالى: وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ، وهذا من طعامهم، قال القاضي: «ما ذبحه الكتابي لعيده أو نجم أو صنم أو نبي فسماه على ذبيحته، حرم لقوله تعالى:
وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ*، وإن سمى الله وحده، حل. لقول الله تعالى: فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ، لكنه يكره لقصده بقلبه الذبح لغير الله أ. هـ. المغني ٨/ ٥٦٩. والذي ترجح عندي من كلام العلماء أنه إذا ذبح الكتابي، ولم نعلم منه أنه سمى غير اسم الله، فذبيحته حلال، وأما إذا علمنا أنه يسمى عند الذبح بغير اسم الله، فهو مما أهلّ به لغير الله فلا تحل. والله أعلم.
(١) في بقية النسخ: الآية.
(٢) اعتمد الإمام السخاوي في كلامه على هذه الآية على ما كتبه النحاس في الناسخ والمنسوخ ص ٢١٧٧. ومكي في الإيضاح ص ٢٦١ - ٢٦٢. فقد ابتدأ النحاس كلامه على هذه الآية بقوله:
«وفي هذه السورة شيء قد ذكره قوم، هو عن الناسخ والمنسوخ بمعزل، ولكنا نذكره ليكون الكتاب عام الفائدة ... الخ.
وراجع الناسخ والمنسوخ لابن حزم ص ٣٨، وابن سلامة ص ١٦٧، والبغدادي ص ٢١٤، والإيضاح ص ٢٨٦، وأحكام القرآن للجصاص الحنفي ٢/ ٣٢٢، ولابن العربي ٢/ ٧٤٨.
ونواسخ القرآن ص ٣٢٩. وتفسير القرطبي ٧/ ٧٥ فما بعدها، والدر المنثور ٣/ ٣٤٨.
(٣) الأنعام (١٣٥).
(٤) الأنعام (١١٢)، (١٣٧).
(٥) الأنعام (١٥٨).
(٦) ذكر ابن حزم الموضع الحادي عشر، والثاني عشر فقط، وقال: «أنهما منسوخان بآية السيف» ص ٣٨، وكذلك الكرمي في قلائد المرجان ص ١٠٦، ١٠٨، وذكر ابن سلامة المواضع الثلاثة المذكورة. وقال: «أنها منسوخة بآية السيف، إلا قوله عزّ وجلّ: فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ* فحكي فيه» الخلاف ص ١٦٨، وحكي ابن الجوزي في هذه الآيات الثلاث القولين- أعني القول بالنسخ والأحكام-. وصحح الأحكام في الموضع الحادي عشر، وسكت عن الموضعين الثاني عشر، والثالث عشر، لأنه قد سبق له أن ناقش مثلهما ورجح الأحكام في ذلك.
انظر: نواسخ القرآن ص ٣٢٩ - ٣٣١. وراجع ص ٣٢٧ من المصدر نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>