(٢) ذكره النحاس وابن الجوزي عن الضحاك عن ابن عباس. الناسخ والمنسوخ ص ٢١٨، ونواسخ القرآن ص ٣٩٣. وذكره مكي عن ابن عباس كذلك. انظر الإيضاح ص ٣٤٠، وممن حكى النسخ ابن سلامة ص ٢١٤، والكرمي ص ١٣٥. (٥) ذكره عنهم النحاس ومكي في المصدرين السابقين، ورواه البخاري والبغوي بسنديهما عن عائشة- رضي الله عنها- قال البغوي: وهو قول النخعي ومجاهد ومكحول. انظر: صحيح البخاري كتاب التفسير: ٨/ ٤٠٥، بشرح ابن حجر ومعالم التنزيل: ٤/ ١٥٤، وراجع تفسير الطبري: ١٥/ ١٨٣، وأسباب النزول للواحدي ص ١٧٠. هذا وقد روى البخاري في صحيحه بسنده إلى ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله تعالى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها قال: نزلت ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم مختف بمكة، كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمع المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله تعالى لنبيه صلّى الله عليه وسلّم وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ أي بقراءتك، فيسمع المشركون القرآن وَلا تُخافِتْ بِها من أصحابك فلا تسمعهم وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا. انظر: صحيح البخاري كتاب التفسير: ٨/ ٤٠٤، بشرح ابن حجر. وهذا الحديث يفيد أن المراد: رفع الصوت بالقرآن، لكن النحاس يرجح أن المراد بذلك رفع الصوت بالدعاء، كما ورد عن عائشة وغيرها. قال: «وهذا من أحسن ما قيل في الآية، لأن فيه هذا التوقيف عن عائشة، والمعروف من كلام العرب: أن الصلاة: الدعاء ولا يقال للقراءة صلاة، إلا على مجاز، وأيضا فإن العلماء مجمعون على كراهة رفع الصوت في الدعاء، وقد قال الله تعالى ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً الآية: (٥٥) من سورة الأعراف-. وأما أن تكون الآية منسوخة بقوله: وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً فبعيد، لأن هذا عقيب قوله وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. فإنما أمر الله تعالى إذا أنصت أن يذكر ربه في نفسه تضرعا وخيفة من عقابه، ولهذا كان هاهنا (وخفية) وثم (وخفية)، ومع هذا فقد روي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في كراهية رفع الصوت في الدعاء ما يقوي هذا، وقد قال ابن جريج في قول الله تعالى إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ- جزء من الآية السابقة ٥٥ من سورة الأعراف- قال: من الاعتداء: رفع الصوت في الدعاء والنداء والصياح به» اه الناسخ والمنسوخ ص ٢١٨. وقد جمع ابن حجر بين قول ابن عباس وعائشة بقوله: ورجح الطبري قول ابن عباس كما رجحه غيره، لكن يحتمل الجمع بينهما بأنها نزلت داخل الصلاة، وقد روى ابن مردويه من حديث أبي