للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجلّ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى ولو كان ذلك على ما توهموه، لم يصح مضاعفة الحسنات، ولا أن تبدّل بها السيئات، ولم تصح الصدقة عن الميت «١» ولا الحج عنه، وقد صحّ في الخبر خلاف ذلك.

وأما إلحاق الأبناء بالآباء لصلاح الآباء، فإنهم لم يعطوا سعي «٢» آبائهم، ولكنهم لمّا كانوا مؤمنين ضاعف الله لهم الحسنات وألحقهم «٣» بآبائهم في الدرجات، وإنما يكون هذا نسخا لو أعطاهم أعمال آبائهم، وأما إكرامهم لأجل الآباء: فلا يعارض قوله عزّ وجلّ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى.

وهذا كقوله- عليه السلام «٤» -: «من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيء» «٥»، فهذا لمّا سنّ السّنة الحسنة ضاعف (الله) «٦» له الأجر، وما أعطاه سعي غيره، وأما الصدقة عن الميت والحج، فإن الذي تصدّق وحج لمّا نواه عن الميت ولم ينوه عن نفسه كان كالنائب عنه والوكيل

فيه.

وإنّما يكون معارضا للآية لو نواه عن نفسه، وأعطى «٧» ما عمله لنفسه لغيره، فليس للإنسان إلّا ما سعى.

وأما من قال في قوله عزّ وجلّ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى: هو محكم، فلا ينفع أحدا عمل (أخيه) «٨» من صدقة ولا صيام ولا حج.


(١) قوله: الصدقة عن الميت: غير واضحة في ظ.
(٢) كلمة (سعى) سقطت من ظ.
(٣) في د: فألحقهم. وفي ظ: مطموسة.
(٤) في د وظ: لقوله- عليه السلام-
(٥) انظر: صحيح مسلم كتاب العلم باب من سن سنة حسنة أو سيئة ... الخ (١٦/ ٢٢٦) وسنن الترمذي كتاب العلم باب من دعا إلى هدى ... الخ (٧/ ٤٣٧) ومسند الإمام أحمد (٤/ ٣٥٧، ٣٥٩، ٣٦٠، ٣٦١) وسنن الدارميّ باب من سن سنة حسنة أو سيئة (١/ ١٣٠).
(٦) لفظ الجلالة: سقط من الأصل.
(٧) في د وظ: فأعطى.
(٨) هكذا في الأصل: حرفت إلى (أخيه) وفي بقية النسخ: عمل أحد وهو الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>