للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى قوله عزّ وجلّ وَآتُوهُمْ «١» ما أَنْفَقُوا «٢» وذلك أن سبيعة بنت الحارث «٣» من قريش جاءت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالت: يا «٤» رسول الله جئتك مؤمنة بالله مصدّقة لما جئت به، فقال صلّى الله عليه وسلّم «٥»: «نعم ما جئت به، ونعم ما صدقت به» فجاء زوجها، فقال: يا محمد، أرددها عليّ، فإن ذلك من شرطنا عليك، وهذه طينة كتابنا لم تجف، وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم شرط لهم عام الحديبية ذلك، فنزلت «٦» فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا فأعطاه النبي صلّى الله عليه وسلّم مهره الذي كان أعطاها، ثم نسخ ذلك، فلا يرد إلى الكفار مهر ولا غيره، ولا يجوز لنا أن نرد من جاءنا مسلما إلى الكفار، ولا يجوز المصالحة على ذلك، وإنما «٧» كان هذا في قضية مخصوصة، زال حكمها بزوالها «٨».

قوله «٩» عزّ وجلّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ «١٠».


(١) في ظ: كتب الناسخ حرفا بين وَآتُوهُمْ وما أَنْفَقُوا ولم يقرأ.
(٢) الممتحنة: (١٠) وتمامها .. فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا ... الآية.
(٣) نص عليه البغوي ونسبه إلى ابن عباس. انظر معالم التنزيل (٧/ ٦٦) وانظر الإصابة (١٢/ ٢٩٧) رقم (٥٢١).
وقيل: أن سبب نزول الآية أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وهو الأكثر المشهور عن أهل العلم.
وقيل: أن سبب نزول الآية كانت أميمة بنت بشر من بني عمرو بن عوف.
انظر زاد المسير (٨/ ٢٣٩) وتفسير القرطبي (١٨/ ٦١).
وذكر ابن الأثير أن اسمها سعيدة. انظر: أسد الغاية (٧/ ١٤٢) رقم (٦٩٨٦).
(٤) في د: يرسول الله.
(٥) في د وظ: فقال رسول الله ... الخ.
(٦) في ظ: نزلت. سقطت الفاء.
(٧) سقطت الواو من ظ.
(٨) انظر: الناسخ والمنسوخ للنحاس (ص ٢٨٥) ولابن سلامة (ص ٣٠٣) والإيضاح (ص ٤٣٣) وأسباب النزول للواحدي (ص ٢٤١) ونواسخ القرآن (ص ٤٨٦) وتفسير القرطبي (١٨/ ٦٣).
قال القرطبي: ومذهب مالك والشافعي أن هذا الحكم غير منسوخ اه المصدر السابق.
قلت: ولعل هذا هو الصواب، وليس هناك ما يدعو إلى القول بالنسخ.
(٩) (قوله): غير واضحة في ظ.
(١٠) جزء من الآية العاشرة السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>